أساطير مذهلة وأحكام مسبقة حول المرض العقلي

الأمراض العقلية معقدة وصعبة في فهمها كمشاكل الصحية، وينتتج عنها من الأساطير التي تشوه إدراك الناس للآثار الحقيقية للاضطراب العقلي.

تظهر الدراسات التي أجراها مجموعة من الباحثون الكنديون أن شخصاً واحداً من كل خمسة أشخاص بالغين تزيد أعمارهم عن 65 عاماَ يتم تشخيصه مصاباً بمرض عقلي كل عام. بالإضافة إلى ذلك توجد مشاكل نفسية في نسبة أكبر من سكان الأرض مما يمكن تصديقه.

الحقيقة حول الاضطرابات النفسية

الاضطرابات النفسية هي من الناحية العامة الاضطرابات الوظيفية للدماغ التي تحدث على حدٍ سواء على خلفية التأثيرات الوراثية أوتحت تأثير العوامل البيئية المحددة. تظهر الإحصاءات العالمية الرسمية أن أكثر من ثلث سكان العالم يعانون من مرض عقلي، ولكن قد يكون عدد المرضى أعلى بكثير إذا ما أُخذت الملايين من الحالات غير المشخصة في الاعتبار.

ولأن هذه العواقب يصعب فهمها وإدارتها وقبولها، فقد أدت إلى العديد من الأساطير حول ما يعنيه وجود مرض عقلي لدى الشخص .

دعونا نلقي نظرة على بعض الحالات الأكثر شيوعاً

الأشخاص الذين يعانون من مرض عقلي عنيف وخطير

إن الصورة التي تروج لها وسائل الإعلام حول ملف الأشخاص المصابين بأمراض عقلية قد أدت إلى نظرة عامة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية هم دائما قتلة وبدم بارد.

على الرغم من أن بعض الاضطرابات النفسية قد تستلزم اللجوء إلى أفعال غير صحية، إلا أن الإحصاءات الرسمية تظهر أن المرضى الذين يعانون من أمراض عقلية ليسوا أكثر عنفاً من بقية السكان. علاوةً على ذلك فإن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية غالبا ما يقعون ضحايا للعنف والعدوان من قبل الآخرين، بسبب الآثار الجانبية مثل الفقر والعزلة الاجتماعية أو مشاكل في استخدام المواد الخطرة.

حالة الفصام وشخصياتها المتعددة

لقد شكّلت أفلام هوليود بشكل أو بآخر صورة عامة الناس عن الفصام، للأسف في اتجاه لا يصور الواقع. الفصام ليس مرضاً ينطوي على عدة شخصيات، ولكنه مرض مزمن غير قابل للشفاء يمنع المريض من التمييز بين الخيال والحقيقة. ونتيجةً لذلك يعاني المرضى المصابين بالفصام من نوبات ذهانية يعانون من الهلوسة والأفكار الهذيان والأفكار العقلية التي يحتاجون إليها للسيطرة على الأدوية.

يبقى الناس الذين تم تشخيص إصابتهم بأمراض عقلية على ذلك طوال حياتهم

هذا التشبيه سيكون مشابهاً للحالة التي يتم فيها تشخيص شخص مصاب بالسكري ولا يمكنه بعد الآن أن يعيش حياة طبيعية. هذا بلا شك كاذب نظراً لأن الطب النفسي قد تطور كثيراً، فهناك اليوم العديد من طرق العلاج التي تسمح للمرضى بالاستمتاع بنمط حياة مُرض.

حتى أن بعض الأمراض النفسية يمكن علاجها عن طريق العلاج النفسي، وبالتالي فإن المرضى الذين يتلقون الدعم أثناء العلاج يتاح لهم أن يعيشوا حياة سعيدة ومنتجة.

الأشخاص الذين يعانون من مرض عقلي لديهم ذكاء منخفض

هذه الأسطورة خاطئة فلا يمكن أن تترافق الاضطرابات النفسية مع الذكاء الشخصي أو الوضع الاجتماعي الاقتصادي أو الموقع أو التعليم أو الثقافة أو الدين أو الجنس. يمكن أن يؤثر المرض العقلي على أي شخص في أي مكان وفي أي عمر. لا أحد في مأمن من مشاكل الصحة العقلية.

صحيح أن المرض العقلي غير المعالج يمكن أن يتداخل مع نمط حياة الشخص العادي، مثل التعليم أو فرص الحصول على وظيفة. لهذا السبب بالذات من المهم بدء العلاج بأسرع ما يمكن من أجل الحفاظ على جودة الحياة.

اقرأ ايضا : أفضل سبل العناية الصحيحة بالصحة العقلية

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*