الأرق – ظاهرة متزايدة في هذه الأيام

دفع العدد المتزايد من حالات الأرق في الوقت الحاضر المتخصصين إلى القول أن هذا الاضطراب هو أحد عواقب أسلوب الحياة العصرية. فمن دون شك الأرق هو اضطراب النوم الأكثر شيوعاً وبالتأكيد كل واحد منا قد شهد هذا في مرحلة ما من الحياة. وتشير الإحصاءات إلى أن 30٪ من السكان يعانون من اضطرابات في النوم و84٪ منهم يعانون من الأرق بالذات.

يمكن أن يكون الأرق تعريفاً تخفيض في كمية ونوعية النوم، يمكن أن يكون عرضياً (أقل من شهر واحد) أو مزمن (عندما يستمر لمدة تزيد عن شهر واحد ويحدث على الأقل 3 مرات في الأسبوع). وعادة ما يصاحب الأرق صعوبة في النوم، حيث يمكنك فقط الحصول على نوم سطحي والاستيقاظ بشكل متكرر، عدم القدرة على النوم لأكثر من 3-4 ساعات وفي بعض الأحيان قد يسبب الكوابيس والأفكار المظلمة. يمكن أن يسبب الأرق لبعض الناس قلق حقيقي وقد يعذبهم التفكير بأنهم سيخوضون ليلة صعبة أخرى مما يخلق حلقة مفرغة.

في كثير من الأحيان يرافق الأرق اضطرابات نفسية أخرى

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الأرق من أهمها: الآلام المستمرة، العقاقير المختلفة، الكافيين، النيكوتين، الكحول، الأمراض (الربو، الحساسية، مرض باركنسون، فرط الدرقية، اضطرابات الكلى، السرطان، المثانة المفرطة النشاط). يرتبط عدد كبير من حالات الأرق باضطرابات نفسية شديدة مثل التوتر والقلق والاكتئاب.

حلول يمكن أن تساعدك على النوم بشكل أفضل

يمكن لبعض التغييرات في نمط الحياة بالتأكيد أن تساعد في جعل نومك أسهل. فقبل ساعات قليلة من الذهاب للنوم من الأفضل قضاء بعض الوقت في القيام بأنشطة الاسترخاء: الحصول على تدليك، أو الاستحمام لفترات طويلة مع الزيوت الأساسية. تجنب أجهزة التلفزيون واستخدام الهواتف أو الأجهزة اللوحية. الحصول على بعض الهواء النقي في غرفتك قبل النوم ومحاولة الحفاظ على درجة حرارة 18-20 درجة مئوية.

قبل النوم مباشرة تجنب التدخين أو شرب القهوة أو الشاي الأسود أو الأخضر أو ​​الشوكولاته. من الجيد أن تضع لنفسك جدول للاستيقاظ ولأوقات الذهاب إلى الفراش حتى في عطلات نهاية الأسبوع. حيث أن هذا يساعد على تنظيم الإيقاع اليومي. كما يجب تناول العشاء قبل 3 ساعات من وقت النوم.

متى تطلب المساعدة المتخصصة

إذا كنت لا تزال غير قادر على التخلص من الأرق على الرغم من اتخاذ التدابير السابقة وحتى غيرها، فقد تحتاج إلى فحص طبي. حيث أنه وللحد من الآثار غير السارة لهذا الاضطراب قد يوصي الطبيب بالأدوية التي تحفز النوم، والتي يطلق عليها عادة البنزوديازيبينات. وعلى المدى الطويل يُنصح بالعلاج السلوكي المعرفي  ويتألف من التعليم حول النوم، النظافة الشخصية للنوم، والعديد من التقنيات السلوكية والمعرفية التي تهدف إلى معالجة والتخلص من الأرق.

أخيراً وليس آخراً يمكن أن يكون للأرق تأثيراً سلبياً ضد الأدوية، وفي هذه الحالة يجب مراجعة الوصفة الطبية. وعلى الرغم من أنه ليس اضطراباً فإن الأكثر شيوعا هو الأرق العابر الذي يستمر لعدة أيام ويصاحبه المرض الحاد أو أشكال أخرى من الإجهاد مثل االمشاكل المتعلقة بالعمل أو المرتبطة بالعلاقة (الطلاق والانفصال)، الشعور بالفرح أو الترقب المفرط وما إلى ذلك.

اقرأ ايضا : الطريقة الأفضل للتخلص من آثار التعب المزمن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*