كيف يمكن أن يؤثر الوقت الذي نقضيه أمام التلفاز علينا

من الصعب بشكل متزايد بالنسبة لنا ان نتصور الحياة دون واحدة من العديد من الشاشات التي نشاهدها يوميا لعدد لا يحصي من الساعات.

 

وفي العقود الأخيرة وخاصة في السنوات الأخيرة، شقت الكثير من الأجهزة الإلكترونية طريقها إلى حياتنا وأصبحت لا غنى عنها. وفي معظم الحالات، زاد تطور هذه الأجهزه وعدد المحفزات التي نتعرض لها يومياً. الكمبيوتر المكتبي أو المحمول، والهاتف الذكي المستخدم خلال وقت الفراغ، والتلفزيون المنزلي، وجميع المعلومات التي نتلقاها والأضواء والأصوات.

 

وقد تسببت الزيادة في عدد ألعاب الفيديو والشبكات الاجتماعية للأطفال والمراهقين في قضاء المزيد من الوقت أمام الشاشة. ونتيجة لذلك، فاننا نتعامل مع زيادة مطردة في الوقت الذي نقضيه أمام الشاشات لكل من البالغين والأطفال، بمتوسط حوالي سبع ساعات في اليوم.

 

وقد وجدت العديد من الدراسات الحديثة ارتباطاً بين التعرض المطول للأجهزة متعددة الوسائط والمشاكل الصحية لدى الأطفال. وتشمل المشاكل الصحية: اضطرابات الغدد الصماء والقلب والأوعية الدموية والأجهزة العصبية، فضلاً عن اضطرابات الرؤية.

 

آثار الشاشات علي نظام الغدد الصماء

ضوء الشاشة يؤثر علي إفراز الميلاتونين. الميلاتونين هو الهرمون الذي ينظم دوره النوم والاستيقاظ والتي تنتج أساساً من الغدة الصنوبرية. عندما نستخدم الهاتف الذكي أو نشاهد التلفزيون قبل النوم، فإن استغراقنا في النوم يصبح أكثر صعوبة.

 

ولهذا السبب، فإن العديد من الهواتف الذكية الآن توفر خيار تصفية الضوء المنبعث من الشاشة والحد من موجات الضوء الأزرق. وهذا يساعد فقط في جزء منه لأن الدماغ لا يزال يتلقى التحفيز من المعلومات على الهاتف ليكون قادراً على الاسترخاء وبدء عمليه النوم. اضطرابات النوم سوف يؤدي حتماً إلى التعب المزمن ويعتبر سبباً غير مباشر لاضطرابات الجهاز المناعي.

 

تاثير آخر للجلوس ساعات طويلة أمام الأجهزة الإلكترونية ذات الوسائط المتعددة هو انخفاض الكورتيزول. الكورتيزول هو الهرمون الذي يساعد الجسم علي العمل في حالات الإجهاد الرئيسية، عن طريق زيادة مستوي السكر في الدم والحد من استجابه الجهاز المناعي. وقد أظهرت الدراسات أن متوسط استهلاك أكثر من 3 ساعات في اليوم يقلل من مستوي الكورتيزول في الدم، وبالتالي فإن الجسم يفقد القدرة علي الاستجابة للحالات المجهدة.

 

كما يتاثر إنتاج الانسولين بالجلوس لفترات طويلة أمام الشاشات. حيث وجدت دراسة حديثة وجود صلة بين الجلوس بالساعات أمام الشاشات ومقاومه الانسولين في الجسم. الأطفال الذين يجلسون أمام الشاشات أكثر من 3 ساعات في اليوم يكون مستوى الأنسولين لديهم أقل من 10٪، بالاضافه إلى كمية أعلى من الأنسجة الدهنية. وبالتالي، فان الحد من الوقت الذي يقضيه الشخص أمام الشاشات يمكن أن يكون بمثابة وسيلة لمنع ظهور مرض السكري من النوع 2، وخاصه عند الأطفال.

 

التعرض لأجهزه الوسائط المتعددة وامراض القلب

الجلوس أمام الكمبيوتر، والتلفزيون أو الهاتف الذكي هو عادة غير صحية ويضر بالحياة المستقرة. ويرتبط نمط الحياة المستقرة مع انخفاض الاستجابة المناعية وزيادة السمنة. خاصةً وأن الكثير منا نأخذ وجباتنا الخفيفة امام التلفزيون، وننسى التوقف عن الأكل.

 

وقد وجدت العديد من الدراسات أن الوقت المستغرق في لعب ألعاب الفيديو علي جهاز كمبيوتر يرتبط بزيادة ضغط الدم، وانخفاض الكولسترول LDL في الدم وتضييق الشرايين حول العينين. وهذه الأخيرة هي ظاهره يستخدمها الاختصاصيون كمؤشر لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

اقرأ ايضا : نصائح لصحة القلب والأوعية الدموية الجيدة 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*