مفاجأة – تأثير إنقاص الوزن على عمل الدماغ

توصلت دراسة جديدة أجراها مجموعة من الباحثين في الولايات المتحدة في نتيجة مدهشة مفادها أن فقدان الوزن له تأثير مباشر على الدماغ. حيث أنه وخلال الأسابيع القليلة الأولى من اتباع نظام غذائي معين، نجد أن من السهل بعض الشيء إنقاص الوزن بمجرد تغيير الأطعمة التي أعدت عليها وتوجهك إلى الأطعمة والتغذية الصحية. ولكن صحيح أن التمثيل الغذائي لجسمك يتكيف مع هذه التغييرات، ولكن ستجد أنك لا تحرق سعرات حرارية كما السابق وبالتالي يصبح إنقاص الوزن أصعب.

بحسب النظام الغذائي الذي تتبعه كلما خسرت المزيد من الوزن كلما شعرت بالجوع أكثر. بعد كل وجبة طعام تقوم الخلايا الدهنية في الجسم بإفراز هرمون يسمى “اللبتين”، هذا الهرمون يسمح للدماغ بالتعرف على أنك قد أكلت بما فيه الكفاية. ولكن بما أن هذه الخلايا الدهنية تصبح أقل بسبب فقدان الوزن يصبح بالتالي لدى الأشخاص الذين يتناولون وجبات غذائية معينة مستوى أقل من مادة “اللبتين”. وقد أثبتت الفحوصات المقطعية للمرضى الذين فقدوا 10% من وزنهم أن انخفاض مستويات “اللبتين” قد يؤدي إلى تفعيل بعض مناطق الدماغ التي تتحكم في الرغبة في تناول الطعام. والنتيجة بالتالي ليست فقط الشهية أعلى، ولكن أيضاً حاجة أكبر لاستهلاك المزيد من الدهون مع عدد كبير من السعرات الحرارية، لأن الدماغ يحاول إعادة مستويات اللبتين إلى وضعها الطبيعي.

الآن نحن نعلم أنه من الصعب مقاومة قطعة لذيذة من الحلوى أثناء عملية إنقاص الوزن، ولكن حتماً أن ستكون سعيدً بالنتائج فيما بعد. إن فقدان الوزن لا يجعلك تثق بنفسك وتمتلك الكثير من الدوافع فقط، بل إنه يحميك من التعرض لمخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول أو حتى من بعض أنواع مرض السكري. وأثبتت الدراسات أيضاً أن إنقاص نصف كيلوغرام من وزن الجسم يحد من الضغط المفصلي على منطقة الركبة. كما أن نقص الوزن الزائد يقلل من الركود على مستوى الأوعية الدموية، وبالتالي تحفيز الدورة الدموية السليمة باتجاه الدماغ ويجعل الدماغ يقوم بوظائفه بشكل أفضل. وقد أثبتت الأشعة المقطعية التي أجريت على الأشخاص الذين فقدوا الوزن وحافظوا على ذلك لمدة 9 أشهر على الأقل أن أدمغة الأفراد تتفاعل بشكل مختلف عندما يرون صور الطعام التي تحتوي على مستويات عالية من السعرات الحرارية، مقارنة مع ردود الفعل السابقة من قبل فقدان الوزن . وبالتالي، فإن مناطق الدماغ المسؤولة عن الدوافع والمشاعر لم تتفاعل بشكل قوي كما كان من قبل.

فقدان الوزن يتطلب المثابرة للتغلب على المراحل الأولى التي يمكن أن تكون أكثر صعوبة، وبعد ذلك يصبح الأمر أسهل بكثير. إن نجاح فقدان الوزن والحفاظ عليه يحتاج الدافع والانضباط الذاتي. هذه هي الطريقة التي يتمكن معظم الناس خلالها من النجاح.