سياسة الهجرة الجديدة لبايدن: بارقة أمل للمهاجرين وطالبي التأشيرات

يبدو أن جو بايدن هو الرئيس القادم للولايات المتحدة وستتاح له فرصة إحداث تغييرات كبيرة في سياسة الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
مع وصول عام 2021 وبسبب سياسات دونالد ترامب حول الهجرة إلى الولايات المتحدة، ستكون معدلات الهجرة قد انخفضت بنسبة تصل إلى 49٪. ووفقًا لتحليل المؤسسة الوطنية للسياسة الأمريكية، فإن توقف إعطاء الموافقات على برامج الجرين الكارد وعدم إصدار المزيد من تأشيرة الفيزا إلى داخل الولايات المتحدة قدأضر على حدٍ سواء باللاجئين وأصحاب العمل والأمريكيين الذين يرغبون في العيش مع أزواجهم أو آبائهم أو أطفالهم، وقد أثر أيضًا على القوى العاملة والنمو الاقتصادي في البلاد في المستقبل.
حيث ترى المؤسسة الوطنية الأمريكية NFAP أن سياسات الهجرة الحالية لو استمرت على ما عليه، فإن متوسط النمو السنوي للقوى العاملة والذي يعتبر مكون رئيسي للنمو الاقتصادي للدولة، سيكون أقل بنسبة 59٪ تقريبًا.

إدارة “بايدن” فهمت شيئاً هاماً من الإدارة السابقة وهو أهمية إعطاء التأشيرات والبطاقة الخضراء “جرين كارد” إلى ذوي المهارات العالية، وهذه التأشيرات هي من نوع H-1B والتي تسمح لهؤلاء بأن يصبحوا مهاجرين على أساس العمل ويحصلون بعدها على الجرين كارد وفي النهاية يصبحون مواطنين أمريكيين. وقد كانت إدارة ترامب وضعت الكثير من القيود على تأشيرة H-1B التي كانت أهم عامل بالنسبة للمهاجرين الذين يحلمون بالوصول إلى أرض الأحلام (الولايات المتحدة).
الأولوية القصوى بالنسبة لإدارة بايدن فيما يتعلق بملف الهجرة إلى الولايات المتحدة هو إلغاء جميع المذكرات التي أدت إلى توقف معالجة طلبات التأشيرة، الهجرة وأيضاً طلبات الحصول على البطاقة الخضراء (جرين كارد). ويبدو أن هذا يتطلب بحسب الخبراء إلى إعادة ترتيب الأوراق من خلال إصدار مزيج من الرسوم الأكثر منطقية.
انتعاش جديد قد يشهده ملف الهجرة إلى الولايات المتحدة في ظل إدارة بايدن.

ما يعتقد المحللون أن إدارة بايدن قد تتجه لأكثر من ذلك، وخاصةً فيما يتعلق بالقرارات التي اتخذها ترامب حول منع الهجرة إلى الولايات المتحدة من الدول الإسلامية في المقام الأول. وهذا الأجراء سوف يؤدي إلى استئناف متابعة طلبات التأشيرة والجرين كارد التي قدمتها الأُسر الأمريكية التي تبحث عن لم الشمل مع أفراد عائلاتها من خارج الولايات المتحدة. وإدارة ترامب وضعت أيضاً قيوداً على منع العمل من الأزواج حاملي تأشيرة H-1B، وهذا القرار سوف يتم إعادة النظر فيه حتى قبل مغادرة الرئيس الحالي للبيت الأبيض.

إن سياسات الهجرة الجديدة التي سيقوم بتطبيقها “جو بايدن” تدعو أيضاً إلى استئناف قبول طلبات الهجرة إلى الولايات المتحدة على أساس التوظيف والعمل. ويمكن بعد ذلك لكل مقدم طلب على البطاقة الخضراء (جرين كارد) الانتظار فقط لفترة قصيرة قبل الرد عليه من دائرة الهجرة أو القنصلية الأمريكية الموجودة في بلده الأصلي أو الذي يقيم فيه.
وعلى عكس إدارة ترامب التي قطعت الصلة بين الطلاب الدوليين وقدرتهم على العمل في الولايات المتحدة، يرى فريق بايدن أن السماح للطلاب بالحصول على تأشيرات العمل في الولايات المتحدة وتأشيرات إكمال الدراسات العليا هو أمر مهم للغاية وسوف يتم النظر في طلباتهم لاحقاً في حال لو تقدموا للدخول في برنامج الجرين كارد (البطاقة الخضراء) من أجل العمل داخل الولايات المتحدة.

قد يكون التحدي الأول والأكثر صعوبة في ملف الهجرة الذي يواجه رئاسة بايدن هو كيفية التعامل مع طالبي اللجوء. حيث تعهد بايدن بإنهاء العملية التي أجبرت عشرات الآلاف من طالبي اللجوء على العيش في مخيمات على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة. قد يلزم إنهاء المخيمات عملية منظمة وتوفير مجموعة من الإجراءات الجديدة التي تتيح لطالبي اللجوء الآخرين التعامل مع طلبات تأشيرات الهجرة الخاصة بهم خصوصية وسرعة أكثر. ويجب على مسؤولي بايدن النظر في الحلول التي تسمح بإجراء مقابلات مع اللاجئين خارج الولايات المتحدة، بما في ذلك في بلدانهم الأصلية، وتطوير حلول لتمكين الأفراد من العمل بشكل قانوني من العمل في الولايات المتحدة في الوظائف التي لا تتطلب شهادة الثانوية العامة.

قد لا يكون كل شخص يفر من الخطر مؤهلاً للحصول على اللجوء، ولكن تقديم فرص لكسب العيش في أمان قد يكون بديلاً مرغوبًا فيه، ويمكن أن يتم ذلك بطريقة منظمة.
في السنوات الأربع الماضية، قام ترامب أكثر من 400 إجراء تنظيمي من خلال سلطته التنفيذية في ملف الهجرة. ويمكن للإدارة القادمة للرئيس المنتخب جو بايدن أن تعكس بسرعة مجموعة من هذه السياسات والتي لا يزال الكثير منها من بين أكثر المبادرات إثارة للجدل في الإدارة السابقة.
في غضون أول 100 يوم، من المتوقع أن يلغى بايدن الأمر التنفيذي لترامب الذي منع معظم مواطني دول معينة من زيارة الولايات المتحدة. في البداية، استهدفت القيود مواطني بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة، لكن تم توسيعها لتشمل دولًا أخرى تعتبرها واشنطن تهديدات أمنية.

ترغب بمعرفة المزيد حول هذا الموضوع؟